الجالية النوبية بامريكا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الجمعية النوبية بالولايات المتحدة الامريكية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النوبة تغطي الاعلام المصري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Sisayed




عدد الرسائل : 2
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

النوبة تغطي الاعلام المصري Empty
مُساهمةموضوع: النوبة تغطي الاعلام المصري   النوبة تغطي الاعلام المصري I_icon_minitimeالخميس فبراير 18, 2010 8:21 pm

كانت النوبة كما مهملا.. لا يهتم بها احد او يعبئ بها كائن.. الوضع انقلب 180 درجة و تغير الحال و اصبح اسم النوبة يتردد في كل مكان.. يتسابق الاعلاميون لكتابة التحقيقات الصحفية و التغطيات الاعلامية و تسليط الضوء علي ذلك المارد الذي ظل ساكنا.

اذا كان هذا هو العائد من تحرك الفرسان الثلاثة فان هذا يكفيهم.. لقد حققوا مالم يتحقق في قرن من الزمان..نعم للتدويل.. اذا لامونا عليها قولوا لهم اما يكفي قرن من الانتظار المر يا اهل الفهلوة..دفعناه من استقرارنا من رخائنا بل دفعناه من دماء اطفالنا و اجدادنا الذين قضوا نحبهم بالالاف في سنين الهجرة الاولي في وادي جهنم..اتعلمون كم فقدنا من الانفس ...3.5% من سكان النوبة.. اذا قابلناه بسكان مصر الحاليين (80 مليون نسمة) يعني فقد ما يوازي 3 مليون مصري... هذه المذبحة من المسكوت عنه و سأفرد له موضوعا في المستقبل من واقع الحصر الذي قمت به بنفسي في مدافن عدة قري(كلابشة. قورتة. المحرقة و السيالة و دابود و العلاقي) اخذتها كعينة عشوائية لابني عليها الاحصاء.
في جريدة المصري اليوم قرات تحقيقا جميلا عن النوبة اود ان تشاركوني فيه









حلم العودة للنوبيين.. حق «ضائع» بين وعود الرؤساء وتجاهل الحكومات





أعد الملف أسامة خالد ١٨/ ٢/ ٢٠١٠النوبة تغطي الاعلام المصري Photo
النوبيون الطيبون غاضبون.. يتألمون.. ويشكون.. النوبيون يصرخون.. واتق شر الحليم إذا غضب.. بدأ النوبيون بالحلم وأول الحلم قطرة.. ولا نريد أن ينتهوا بكارثة.. لا يريدونها ولا نريدها فقط يريدون أن يسمعهم أحد.. يريدون كلمة شكر واحدة تمسح مرارة العلقم فى حلوقهم.. لا نعرف النوبة ولا نفهم أهلها ونحن من يعتقد أنه العالم ببواطن الأمور.. لا نسمع لأبنائها وهم يبكون ويغنون «يا نوبة يا حزينة».. حزانى هم إذن.. ونحن لا نعى أن حزن النوبى ثورة وغضبه هلاك ولحلمه آخر.. لا نفهم النوبة ويبدو أننا لا نريد أن نفهمها ولا نعرفها ولا نرغب فى فك طقوسها ورموزها وأسرارها.. عن النوبة التى لا نعرفها ولا نفهمها أكتب ولكن عن أرض الأسرار والمعتقدات والعادات.. عن مجتمع منغلق لا يقبل أحدا غيره ولا يريد إلا أن يعيش على أرضه.




أهالى النوبة: عبدالناصر وعدنا بالجنة فلم نجدها.. وبعد رحيل السادات توقفت المشاريع.. و«الكفراوى» قال لنا «خلاص أبوكم مات»


١٨/ ٢/ ٢٠١٠النوبة تغطي الاعلام المصري Photo[right]فى بيت الأمة النوبى الشكوى نفسها


«جاى من بلادى البعيدة لا زاد ولا ميه وغربتى وحدتى بتحوم حواليا».. هكذا غنى محمد منير ليعبر عن حالة الغربة التى يعيشها النوبيون بعيداً عن النوبة القديمة، وعلى الرغم من يأس النوبيين من تحقيق حلمهم بنوبة جديدة على ضفاف البحيرة، فإنهم مازالوا يغنون «لسه الأمانى ممكنة» مع كل وعد رئاسى يتلقونه، حتى تتراجع الحكومة عن تلك الوعود، فيرددون: «ويا نوبة يا حزينة».
بين الوعود الرئاسية والتراجع الحكومى، يعيش النوبيون حلم العودة، وفى كل بيت دخلته «المصرى اليوم» كان الغضب مسيطراً على أفراده، ففى نصر النوبة بقرية الديوان، كان الأديب النوبى أمين حفنى يراجع صوره فى النوبة القديمة، حينما كان مدرساً، ويشكو قائلا: «تلقينا الكثير من الوعود الرئاسية من جميع الرؤساء، لكن المشكلة فى الإدارة المصرية التى لا تنفذ تعليمات الرؤساء» ويضيف ثائراً: «لا حياة لمن تنادى.. عبدالناصر وعدنا بالرخاء والنماء وقال لنا إنه سينقلنا إلى الجنة، فوجدناها جهنم الحمراء، ووعدنا بلم شمل النوبيين، لكننا تفرقنا وأصبحنا مثل الشتات».
ويتابع حفنى قائلاً: «جاء السادات، وزار بلاد النوبة، لتنفيذ طلباتنا، ووعدنا بأشياء كثيرة، ولكن لم ينفذ أحد شيئاً، حتى إنه بعد رحيله، كانت هناك مشاريع لم يتم تنفيذها، فذهبنا إلى الوزير حسب الله الكفراوى فقال لنا «خلاص أبوكم مات» كدلالة على توقف كل شىء، كذلك الرئيس مبارك قال «شوفوا النوبيين عايزين إيه»، ولم يفعل أحد شيئاً.
ويتذكر الخال أمين، كما ينادونه فى قرية الديوان، أيام التهجير، قائلاً: «كنت أعمل فى حصر البيوت والمنازل والبشر وقت التهجير، ولم يكن أحد من النوبيين يرغب فى الهجرة، ولكن الغريب أن الحكومة وقتها اهتمت بالآثار، وأطلقت نداء عالمياً لإنقاذ آثار النوبة، ولم تفكر فى إنقاذ شعب النوبة أو تدعو أحداً لإنقاذه وتركته فى الصحراء، وبرغم ذلك غرق أكثر من ٧٥٪ من الآثار، وعندما خرجنا من النوبة طلبنا أن نأخذ معنا بعض آثارنا، لكن السلطات وقتها رفضت ولا نعرف لماذا».
يقول حفنى: «النوبة مرت بـ ٥ نكبات، الأولى كانت ببناء خزان أسوان عام ١٩٠٢، ووقتها هجر أهالى النوبة قراهم بعد غرقها، ثم جاءت التعلية الأولى للخزان فى ١٩١٢، والتعلية الثانية فى عام ٣٣، ثم جاءت النكبة الثالثة والكبرى ببناء السد العالى وتدمير وغرق النوبة كلها فى عام ٦٤، والنكبة الخامسة هى حرب ٦٧ التى عشناها مع مصر كلها»، ويستطرد: «نحن لا نطالب سوى بعودتنا إلى ضفاف البحيرة بعد الآلام والمتاعب التى لاقيناها فى الهجرة والتهجير».
ويستعيد الأديب النوبى ذكريات التهجير، قائلاً: عشنا أياماً صعبة، وكان كبارنا يبكون بشدة، وقتها تم تهجير ١٧ ألف أسرة إلى نصر النوبة، ولم يتكيف أحد مع الأراضى الصحراوية التى رمونا فيها، ومات كل أطفالنا فى هذا العام بسبب صعوبة الجو، وتوجد مقابر اسمها الحضانة تضم رفات أبنائنا، وقتها كرهنا السد العالى وخرجت أغان ضده، وكان حسن جذور يغنى ضد السد ويقول بالنوبية ما معناه «يا سد يا رب تهده حتة حتة وترميه فى البحر المتوسط».
ويضيف: «حكايات التهجير كانت جزءا من تراثنا، وكانت الجدات يحكين لنا مآسى التهجير، وكانت هناك حكايات اسمها «أمن دجر» وهى حكايات أسطورية تحكى عن مخلوقات تخرج من البحر وتخطف الناس، ولكن بعد السد ضاعت هذه الحكايات وكأنها اعتراض من الجدات على السد والهجرة لوادى جهنم».
وعن الإبداع النوبى، يقول حفنى: «حركة الفن والإبداع توقفت، وكل الأغانى النوبية تعود إلى النوبة القديمة، فالتهجير أوقف الإبداع النوبى، فقبله كانت الأغانى ترصد الحياة النوبية فى كل ملامحها وتفاصيلها، فكانت هناك أغان للمياه والطير، وكان الإبداع موجودا ومنتشراً، لكن الآن نغنى على إيه».
وفى قرية «بلانة» بنصر النوبة، كانت ثورة الغضب أكبر، وكانت نظرات العشرات الذين التقينا بهم، مليئة بالغضب والضيق، وبادرنا رمضان قائلاً: «يقيمون احتفالات كبيرة هذا العام بالسد العالى، هم يحتفلون كجهات رسمية، ونحن نعتبره يوم نكبتنا الكبرى، لأننا خسرنا كل ممتلكاتنا، ولم نتلق أى تعويضات»، ويستطرد: «صحيح، لا توجد أى تعويضات تساوى حقنا، إلا أن كل الحكومات لم تهتم بنا ولم تعوضنا برغم حجم الكارثة التى حدثت لنا، فمصر كلها استفادت ونحن تضررنا، وهناك أجيال كاملة ماتت من الحسرة».
ويبدى رمضان اندهاشه من تجاهل الحكومة لحق النوبيين فى العودة إلى ضفاف البحيرة، فى حين يسمحون لـ«الصعايدة» بتعمير البحيرة، ويقول: «إذا ذهبت للبحيرة ستجد كل المستثمرين من خارج النوبة، وهناك قرية اسمها «عمدة» على ضفاف البحيرة كلها من الصعايدة، وعندما أقدم أنا كنوبى طلباً للعودة أو لشراء أرض على ضفاف البحيرة يرفضون، وكأن الهدف هو إبعاد النوبيين فقط عن البحيرة».
ويتدخل أحمد فؤاد، وهو موجه بالتعليم على المعاش، فى الحديث، قائلاً: دعنى أقولها لك بصراحة، نحن نشعر بعنصرية وتهميش متعمد ضدنا»، ووسط تأييد كل الحاضرين لحديث فؤاد، يستكمل: «منذ أن أحضرونا هنا لم نجد أى شىء جيداً، فحضارتنا النوبية أقيمت على ضفاف النيل، وعندما يلقون بنا هنا فى حضن الجبل، فذلك يعنى تعمد تهميشنا وإضعافنا».
ويلفت فؤاد النظر إلى مسألة أخرى تتعلق بمشاكل النوبيين، قائلاً: أصبح من الواضح أنهم يختارون محافظ أسوان ليأتى للتعامل مع المشكلة النوبية فقط». ويوضح: «يعنى بيجيبوا المحافظ علشان يسكتنا، ولا نأخذ من الحكومة غير الوعود، نحن نشعر أنهم يمارسون معنا لعبة الوقت، والحكومة تراهن على مرور الوقت، ونسيان القضية، لأن الجيل الموجود الآن من الشباب لم يعش فى النوبة القديمة، والحكومة تعتقد أنهم سيتركون قضيتهم وبلادهم وينسونها بمرور الوقت، وهذا لن يحدث».
ويتابع فؤاد: «أعيش فى أبوسمبل وهناك نشعر بحسرة عندما نجد أن كل المصريين يتم السماح لهم بالحصول على تراخيص سياحية إلا النوبيين، ويمنعون السياح من دخول أبوسمبل، ولا يسمحون لهم إلا بدخول المعبد فقط، وعندما طالبنا بأن يدخلوا البلد ليحدث رواج تجارى رفضوا».
أما شرف عبدالكريم، رئيس جمعية الحفاظ على التراث النوبى فيقول: «الحضارة النوبية عمرها ١٤ ألف سنة،وذلك ثابت وقاله الدكتور صدقى ربيع، منذ عشرات السنين، وللأسف نتعرض لمؤامرة واضحة، ونسبوا لنا أننا نسعى إلى تأسيس دولة نوبية، واتهمونا بالانفصالية، وقالوا إننا نريد الانضمام إلى السودان، وكل ذلك افتراء، لأننا لسنا مصريين فقط، بل نحن أصل المصريين».
ويتابع عبدالكريم: «برغم بساطة مطالبنا، إلا أننا منسيون، فتلبية مطالبنا بالعودة إلى ضفاف البحيرة، ليست صعباً ولا مستحيلاً، فعندما تم تدمير مدن القناة، رحل أبناء القناة إلى القاهرة ومختلف مدن مصر، وأخذوا شققا ومساكن، ثم بعد انتهاء الحرب أعادوا بناء مدن القناة، ومع ذلك ظل أبناء القناة محتفظين بشققهم فى القاهرة، وأخذوا شققاً أخرى فى مدن القناة».
إدريس الحاج، عضو مجلس محلى بنصر النوبة، يقول إن هناك تراجعاً كبيراً لدور المواطن النوبى فى العمل العام، موضحاً أنه «كان فى الماضى رؤساء القرى والمدن من النوبيين، وأعضاء المجالس المحلية كذلك، أما فى الوقت الحالى فلن تجد أى رئيس مدينة نوبياً، وكأن هناك تعمداً فى إبعادهم عن المناصب» ويضيف: «إذا كانت البطالة منتشرة فى المجتمع المصرى كله، فعندنا فى النوبة معدلها أعلى، وكذلك العنوسة منتشرة بين بنات النوبة بسبب ما نلاقيه».
ومن قرية بلانة فى نصر النوبة إلى مدينة أسوان حيث يعيش آلاف النوبيين، قابلنا الأهالى بالمطالب نفسها، فى جمعية منشية النوبة لمنكوبى هجرة ٣٣ كان عشرات النوبيين مجتمعين فى بيت الأمة، كما يطلقون عليها، لأنها تضم نوبيين من مختلف القبائل والطوائف.
سألناهم: منذ أكثر من مائة عام وأنتم مهجرون، لماذا بدأتم تطالبون بالعودة الآن؟
أرجعوا ذلك إلى أن الحكومة فتحت الآن باب الاسثتمار هناك فى بلادنا، وسمحوا لأهالى كفر الشيخ، وأبناء الدلتا بالذهاب إلى هناك، ونحن نريد العودة إلى أراضينا طالما سمحوا بالزراعة على ضفاف البحيرة. ويقول عادل أبوبكر من القيادات النوبية بأسوان: «فوجئنا بأمين أباظة وزير الزراعة يقول فى تصريح صحفى مؤخراً إنه سيملك كل شاب ٥ أفدنة على ضفاف البحيرة»،
ويضيف: «تلك خطوة رائعة، ولكن لماذا لا يكون هذا الشاب نوبياً؟ ذلك مطلبنا.. أنتم أخرجتمونا من أراضينا لمصلحة مصر، ونحن قبلنا، لماذا الآن ترفضون عودتنا، طالما أنها عودة آمنة؟ نحن ضد وجود أى مستثمرين على ضفاف البحيرة.. أعطونا أراضينا أولاً، وإذا بقيت أى مساحات أخرى وزعوها على المستثمرين».
ويتابع قائلاً: «هناك تضارب شديد فى اتخاذ القرار، وتفرقة غريبة فى المعاملة، فالحكومة تكيل بمكيالين، فعندما نطالب بالعودة والزراعة هناك يقولون لنا لا لأنها منطقة أمن قومى، والزراعة هناك ستلوث مياه البحيرة، وهى مخزون استراتيجى ثم يعطون الأراضى نفسها التى طالبنا بها لمستثمرين آخرين، وعندما نبعد عن شط البحيرة بمسافة، ونطالب بالتمليك للزراعة يقولون لنا ليس هناك مياه كافية، ولا توجد مخصصات مياه، ثم يعطون الأراضى نفسها لفلاحين آخرين من خارج النوبة» ويستطرد ثائراً: «يعنى إحنا سنلوث البحيرة وغيرنا لا، بالنسبة لنا لا توجد مياه ولغيرنا المياه وفيرة، نحن نتحرك الآن مطالبين بحقوقنا لأننا شعرنا بتفرقة».
ويتدخل هارون حسن قائلاً: «نحن لم نتحرك فقط بعد إعطاء أراضينا للآخرين، ولكن هذا مطلبنا منذ زمن بعيد، ومنذ تم تهجيرنا من أراضينا، ونحن نطالب بالعودة، كل ما نريده تحديد ٥٢٢١ بيتاً على ضفاف البحيرة، هى بيوت المغتربين الذين لم يحصلوا عليها منذ الهجرة ١٩٦٤».
ويتدخل عادل فى الحوار قائلاً: «يكفى أننا مضطهدون ونعانى بسبب هذا السد العالى الذى نكرهه لأنه طمس حضارتنا ودمر بلادنا، ويكفى أن تعرف كم الظلم الذى تعرضنا له إذا قارنت بين التعويضات التى صرفناها من الحكومة والتعويضات التى دفعتها الحكومة للنوبيين السودانيين المضارين من السد، فالمواطن السودانى أعطته الحكومة المصرية ١٥ فداناً ومنزلاً واسعاً وحوشاً،
أما نحن فى مصر، فأخذ كل واحد منزلاً متهالكاً و٥ أفدنة فقط، وبلغ إجمالى التعويضات للنوبيين ٢٠٠ ألف جنيه، فيما بلغت المصاريف الإدارية للهجرة أى ما تم صرفه على الموظفين ٢٥٠ ألف جنيه حسب الأوراق الحكومية، وكانت النخلة تعوض للسودانى بـ١٠ جنيهات وللنوبى المصرى بـ ١٠ قروش فقط».



[size=21]نوبيو الخارج: نشعر بالعنصرية والاضطهاد وهناك ضغوط علينا للجوء للأمم المتحدة


١٨/ ٢/ ٢٠١٠النوبة تغطي الاعلام المصري Photo[right]طارق قوى


يرفض النوبيون فى الخارج، والذين يقدر عددهم بـ٣٠٠ ألف نوبى تقريباً، أن يطلق عليهم لقب «نوبيو المهجر»، تشبهاً بـ«أقباط المهجر»، مؤكدين أنه «لا خطر منهم حالياً، ولكنهم فى نفس الوقت، يحذرون من «نفاد صبرهم»، وغضبهم الذى سيدفعهم إلى تدويل القضية.
ويقول طارق قوى، رئيس رابطة «النوبيون فى نيويورك»: «نعانى، كنوبيين، من الجهل والتعصب، وربط كل ما هو أسود بأنه نوبى، لماذا عندما يصنعون فيلم كارتون يجعلون خادم الأطفال ولداً أسود، ويقولون إنه نوبى؟» ويضيف: «تفتخرون بالسد العالى الذى تم بناؤه على جثث أجدادى،
ورغم ذلك لم تقل الحكومة فى الكتب وهى تدرس السد إن هناك أناساً ضحوا وماتوا من أجل السد»، ويتابع: «ليه كل يوم نفاجأ بحاجات غريبة؟ مرة واحد يقول ولد نوبى، ومرة قرد نوبى.. إحنا بنزعل من الحاجات دى.. ليه تسخر منى فى الأفلام؟ خرجتوا تقولوا بواب نوبى وسفرجى نوبى، وما زعلناش، لأن ده شغل، لكن أن يتحول النوبى لمادة سخرية، هذا مرفوض تماماً ودى المصيبة».
ويبدو طارق قوى معتزاً بالحملة التى أطلقها النوبيون ضد المطربة هيفاء وهبى، بسبب كلمات أغنيتها التى قالت فيها «القرد النوبى»، واعتبرها النوبيون سخرية منهم، فرفعوا عليها دعاوى قضائية انتهت باعتذار هيفاء وحذف الكلمتين من الأغنية، ويقول قوى: «لن نسكت بعد ذلك، خاصة أن هناك تاريخا طويلا من الممارسات العنصرية ضدنا، وسبق أن حركنا دعوى ضد شيريهان فى فيلم «الطوق والإسورة» لأنها أيضاً حرفت مثلاً وقالت «حبيبك يبلع لك الزلط ولو كان عبد نوبى».
ويرفض قوى مصطلح «نوبيو المهجر» الذى بدأت وسائل الإعلام فى إطلاقه مؤخراً، ويقول: «لا أعتقد أن هناك شيئاً اسمه (نوبيو المهجر)، على وزن (أقباط المهجر)، ليس لدينا أى فكرة عن ذلك.. أنا أعيش فى أمريكا، وأعرف أقباط المهجر، لكننا بعيدون عنهم، هم يحاولون أن يجذبونا إلى جانبهم، ولكننا نرفض ذلك.. وفكرة (نوبيو المهجر) غير موجودة، ولن تستخدم أبداً ضد مصر»، وينفى قوى مشاركة النوبيين فى أى مظاهرات أو احتجاجات ضد مصر فى الخارج،
ويقول: «عندما كان الرئيس مبارك يستعد لزيارة أمريكا الأخيرة خرجت روايات تقول إن النوبيون سينظمون مظاهرة ضده هناك، وكان هذا الكلام كذباً تماماً، بل على العكس، أرسلنا باقة من الورد إلى الرئيس مبارك خلال زيارته للولايات المتحدة، وكلمنى ليشكرنى عليها، وقال لى لا تصدقوا ما يقال فى الخارج، ولا تنصاعوا لأكاذيب الخارج، وأكدت له أننا مصريون، ونحل مشاكلنا داخل مصر».
وينفى رئيس رابطة النوبيين فى نيويورك ما يتردد أيضاً حول مطالبة بعض النوبيين بتدويل قضيتهم، لكنه يقول: «فكرة تدويل القضية ليست سهلة، فالقضية النوبية قضية مصرية، ولن يفكر أحد فى اللجوء للخارج، إلا إذا أغلقت السبل الداخلية فى مصر، يعنى هناك طرق قانونية نحل بها قضيتنا فى مصر، وعندما نفشل تماماً فى الداخل يحق للبعض أن ينظر للخارج، لكن دعنى أؤكد لك أن القضية النوبية ستحل هنا فى مصر، لن التلكؤ ليس فى مصلحة أحد».
أما خالد صيام، سكرتير الرابطة النوبية فى روما، فيلخص الشكوى النوبية قائلاً: «النوبى حساس، وبسبب ما يتردد عنا أصبحنا مادة للسخرية فى وسائل الإعلام، رغم أن النوبيين هاجروا من النوبة لمصلحة مصر، ولم يكونوا سعداء بهذه الهجرة التى وقعت بعد صدور قرارات بمصادرة جميع أراضى النوبة..
لقد أجبرنا على الهجرة، وعندما نطالب بجزء من حقنا الآن، لماذا ترفضون؟.. نحن نشعر بالمرارة من الحكومة.. فكل ما نطالب به هو العودة إلى ضفاف البحيرة، وترفض الحكومة.. ولولا أن قيادات النوبيين فى الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً عاقلون لوقعت كوارث كثيرة، فهناك ضغوط عليهم تطالبهم بالتوجه إلى الأمم المتحدة والتظاهر هناك، لكنهم عاقلون».
وعندما سئل صيام عن مصدر هذه الضغوط، تجنب الإجابة واكتفى بالقول: «هى نتاج حالة المرارة الشديدة التى يشعر بها الجميع، والبعض يأس، وبدأ يشعر بأنه لا يوجد حل.. نحن نشعر بألاعيب غريبة، هم يرفضون عودتنا للبحيرة، ثم يعرضون على الواحد ٧٥ ألف جنيه للتنازل عن بيته، وتعويضاً له على عدم العودة، والحكومة تتعامل معنا مثلما كان يحدث فى فلسطين، وتشعر أن كل الهدف ألا يعود النوبيون لقراهم وبيوتهم».
ولم يستبعد صيام فكرة اللجوء إلى الخارج لحل المشكلة النوبية إذا لم تجد طريقها إلى الحل داخل الإطار المصرى، ويقول: «الواقع يؤكد أن الدولة تدفعنا دفعاً للجوء إلى الخارج، وواضح أنه سيحدث وبسرعة.. نحن لا نفهم لماذا عندما نطالب بترميم المنازل الآيلة للسقوط فى نصر النوبة، يقولون «مفيش فلوس»، وفجأة يخرجون ليعرضوا على كل واحد من أصحاب الحق فى العودة للبحيرة ٧٥ ألف جنيه وفوراً..
أعتقد أنه إذا لم تتفاوض الحكومة وبسرعة مع القيادات المعتدلة الموجودة الآن، فسوف يقابلون قيادات أخرى أكثر تشدداً وعنفاً فى التعامل مع ملف القضية، وسيتمنون وقتها أن يتعاملوا مع المعتدلين الموجودين الآن هنا فى مصر، خاصة أن هناك شباباً نوبيين فى الخارج محتقنين للغاية، ولذلك نفكر فى تنظيم زيارات للقيادات المعتدلة لتبصير الشباب النوبى الغاضب هناك فى الخارج، خاصة أننا بدأنا نرصد حالة تغير جغرافى للنوبيين ، فعندما ذهب الرئيس مبارك لافتتاح قرية كلابشة لم يكن هناك مواطن واحد من مواطنى البلد الأصليين، وكان الموجودون فلاحين من الشرقية وغيرها».
ويطالب صيام بتغيير اسم أى قرية نوبية طالما أنها تخلو من النوبيين، حتى لا تتهم الحكومة بطمس الهوية النوبية عمداً، ويضيف: «نحن نعانى من تغريب، ليس فى النوبة فقط، لكن فى أسوان أيضاً، نحن نعانى مما يحدث، ونشعر أن هناك تطهيرا عرقيا مقنعا ضدنا».
وعن أسباب تأجيل مناقشة القضية النوبية يقول: «كلما تكلمنا فى الشأن النوبى يقولون لنا (خد بالك، فيه أجندة خارجية وتربص دولى)، وأى نوبى يحاول التحدث عن النوبية يتهمونه بأنه عميل ويحمل أجندة خارجية ومندس».
ويكشف صيام عن مفاجأة بالنسبة للكثيرين حين يقول إن ٩٠٪ من النوبيين فى الخارج غير مهتمين بما يسمى القضية النوبية، لكنه يلفت إلى أن النسبة الباقية وهى ١٠٪، قادرة على التأثير وبشدة على الباقين، ويمكنهم تحريك المياه الهادئة فى الخارج، لأنهم ناقمون بشدة على الأوضاع هنا.
وأبدى صيام اندهاشه من حديث البعض عن رغبة النوبيين فى الانفصال عن مصر، ويصف ذلك بأنها «تهم سابقة التجهيز»، الهدف منها أن تكون «فزاعة» لتخويفهم حتى لا يتحدثوا فى الموضوع النوبى كله.



الدين كما يفهمه النوبيون


١٨/ ٢/ ٢٠١٠النوبة تغطي الاعلام المصري Photo
القاعدة الإيمانية كما يكتبونها بالنوبي


هو سر من أسرارهم الخاصة، فالنوبيون يعشقون الأسرار والخصوصية ولا يفشون أبداً أسرارهم لغريب، وربما كان ذلك وراء إصرار بعضهم على عدم الكشف الكامل عن تفاصيل اعتقادهم الدينى، فالدين بالنسبة لهم يمثل سراً لا يجوز الكشف عنه للغرباء.
يعتقد الكثيرون أن النوبيين غير متدينين، ولا يتعمقون فى الدين بصورة كبيرة، ولكن أغلب النوبيين ينفون ذلك ويؤكدون: «نحن نفهم الدين الذى لا تعرفونه أنتم»، والنوبى يؤمن بالإسلام والمسيحية واليهودية، ولا يتوقف عند مجرد الإيمان القلبى بهذه الديانات، لكنه يتجاوزه ليصل إلى تنفيذ ما بها من عادات وطقوس، بدءاً من تعميد الأطفال عند ولادتهم طبقاً للمسيحية، ثم تهويدهم وتلقينهم قواعد اليهودية عندما يبدأون فى المشى، وتعليمهم أركان الإسلام بمجرد وعيهم واستيعابهم، وهو ما يطلقون عليه القاعدة الإيمانية التى تمثل أساس الفهم للدين عند النوبيين، يكتبونها باللغة النوبية، ويرسمون قواعدها على نجمة داوود اليهودية والصليب المسيحى والهلال والنجمة الإسلامية.
فى قرية غرب سهيل على نيل أسوان، كانت أسرار الدين النوبى تتم روايتها بحذر، فمعظم أصحاب هذه النظرية الدينية التى يطلقون عليها القاعدة الإيمانية يرفضون الحديث عنها، ويعتقدون أنها سر من الأسرار النوبية المقدسة.
لكن آخرين فى غرب سهيل شرحوا القاعدة الإيمانية أو الدين كما يفهمه النوبيون بهدوء، ووافقوا على نشر هذا الفكر والفهم النوبى للدين، وعلى الرغم من أن الأزهر كفر بعض هذه المعتقدات القديمة فى عشرينيات القرن الماضى، فإن الكثيرين مازالوا يحتفظون بها فى صدورهم ونقشا على جدران منازلهم وصناديقهم، بل فوق جباه الأطفال عند ولادتهم.
تنص القاعدة الإيمانية على أن النوبى يؤمن بالرسالات السماوية الثلاث، وكانت البداية بورقة صغيرة مكتوب عليها باللغة النوبية القديمة، ومرسوم عليها «نجمة داوود» رمز الديانة «اليهودية»، و«الصليب» رمز الديانة «المسيحية، و«الهلال وبداخله نجمة» كرمز لـ«الإسلام»، وعلى حواف هذه الرسومات رموز وكتابات نوبية، كلها تصل إلى الرقم ١٥.
وللرقم ١٥ دلالة دينية مهمة عند النوبيين، فهو يرمز لتجمع الديانات الثلاث، فأركان الإسلام «خمسة»، وقواعد اليهودية «ستة»، ومبادئ المسيحية «أربعة» ليكون المجموع ١٥ قاعدة ومبدأ دينياً.
أحمد يوسف ابن قرية غرب سهيل قال شارحاً: «اختصنا الله كجنس نوبى أو حامى - نسبة إلى حام ابن سيدنا نوح - بثلاث ديانات، وقبلها رسالة سيدنا «إدريس»، وهى أقوى الرسالات، ثم نزل سيدنا موسى بـ«التوراة» لعلاج السحر، ثم نزل سيدنا عيسى بـ«الإنجيل» لإكمال علاج السحر وعلاج الطب، والتركيز على العلاج النفسى، ثم جاء «القرآن» ليهيمن على الديانات كلها، ويضعها فى كتاب واحد».
ويستكمل: «لكى أكون مسلماً حقاً لابد أن أؤمن بكل الرسالات السماوية، والقرآن يقول (والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون) وآخر سورة البقرة يقول عز من قال: (لا نفرق بين أحد من رسله) فربنا أنزل الديانات على أساس أن الإنسان يرجع للتشريع الإلهى».
سألناه «لماذا تعتبرون النوبيين أقرب لليهود؟» فقال: «لأن اليهودية كلها نزلت فى مصر ببلاد النوبة وسيدنا موسى أمه من مصر»، وعن القاعدة الإيمانية، قال إنها تعنى أول ٥ آيات من سورة «البقرة».
النوبة تغطي الاعلام المصري Photo
وعن مدى انتشار تلك القاعدة بين النوبيين قال: «مش ضرورى النوبى يعتقد فيها، لكن إذا دخلت أى منزل ستجد المثلث، وستجد مثلثين نازلين على بعض، مثلث نازل والآخر طالع، يعنى مناجاة الرب بالعلم الباطن ومناجاة الرب بالعلم الظاهر، ودى قواعد اليهودية، ونجمة داوود مرسومة عندنا على الصناديق فى بيوتنا وعلى الأبواب أيضاً ولابد أن يكون فوق الباب الصليب، والنجمة والهلال موجودان داخلنا».
وعما يتردد بشأن عدم تدين النوبى، أكد أحمد يوسف عدم صحة تلك المقولة، وقال: فى عام ١٦٥٠ دخلت النوبة كلها الإسلام، بالإضافة إلى أن النوبى يؤمن بكل الأديان، فعندما يولد الطفل يتم تعميده بالمسيحية ونقول له «الرب القدوس الحق الرحمة»، وعندما يتعلم المشى يعلقون له المثلث ويقولون إنها «الحفيدة» أى تحرسه، وتأخذه أمه للنيل ليحصل على الحكمة اليهودية فى منطقة معينة نعرفها فى النيل».

أحمد يوسف يتحدث إلى «المصرى اليوم






[size=21]أهالى «الجُذيّرة»: لا نريد العودة


١٨/ ٢/ ٢٠١٠النوبة تغطي الاعلام المصري Photo[right]عبيدة


وسط مطالبات النوبيين بالعودة إلى ضفاف البحيرة، قد لا يخطر على بال أحد أن هناك نوبيين آخرين لا يريدون العودة إلى بلادهم القديمة، كل ما يطالبون به هو إزالة جبال البودرة الحمراء من قريتهم.
إنهم أهالى قرية «الجذيرة» التى تعد من أوائل القرى النوبية التي هُجرت عام ١٩٠٤ إلى أسوان نفسها، وبنيت قريتهم على النيل، وكلما كانت المياه تعلو، كانوا يصعدون معها إلى أعلى، حتى وصلوا إلى حضن الجبل، مثلها مثل معظم القرى النوبية.
أهالى «الجذيرة» اعتادوا الجبل ولم يعودوا يخشونه، ولكن على مدار كل هذه السنين لم يألفوا أبدا كسارة مصنع الحديد والصلب التى صبغت البلد كله باللون الأحمر، وكانت تعمل منذ أكثر من ٢٠ عاماً وتوقفت لانخفاض نسبة الخام، وبرغم توقفها، فإن جبال البودرة الحمراء مازالت تهب على سكان القرية وأصيب كل سكانها بالربو والحساسية، ولونت الطفلة الحمراء كل شىء باللون الأحمر.
ويقول عبيدة محمد أحمد من أهالى القرية النوبية إنهم على عكس كل النوبيين، لا يريدون العودة، لكنهم يطالبون فقط بمزيد من الاهتمام والعناية الصحية، خاصة بعدما أصيب أكثر من ٩٠٪ من سكان القرية التى تقع فى قلب مدينة أسوان، بالأمراض الصدرية، بسبب وجود تلال من البودرة الحمراء فى قلب القرية.
وتابع: «رغم توقف المصنع من سنوات إلا أنهم تركوا لنا تلك البودرة الحمراء تصيب أبناءنا بالربو وكل ما نطلبه هو إزالة هذه البودرة التى تغطى سماء القرية وتصيب أهلها بالمرض».
ويؤكد أن بعض الإحصاءات غير الرسمية أشارت إلى ارتفاع أمراض الربو والأمراض الصدرية عند أطفال القرية بنسبة أكبر عشر مرات منها فى باقى قرى ومدن أسوان، مشيراً إلى أن سكان الجذيرة فقراء لا يستطيعون الإنفاق على تكاليف علاج الأمراض الصدرية المكلف جداً وأكد عبيدة أن معظم سكان الجذيرة هجروها ليعيشوا فى أماكن أخرى بعيداً عن تراب الطفلة وعن الأمراض الصدرية التى فتكت بصدورهم ليشكل أهالى القرية النوبية نوعاً جديداً من الهجرة النوبية وهى الهجرة من أجل النجاة من الأمراض،
ورغم أن أبناء الجذيرة لا يتحدثون اللغة النوبية بطلاقة وإنما عدد قليل من شيوخها هم من يجيد النوبية لكنهم يحافظون بشدة على العادات والتقاليد النوبية التى تعتبر أحد أهم مميزات النوبة والنوبيين كما يقولون.




غرب سهيل.. هنا النوبة الأصيلة


١٨/ ٢/ ٢٠١٠النوبة تغطي الاعلام المصري Photo
يحافظون على تراثهم حتى فى الأكلات النوبية


على نيل أسوان تقع بيوت قرية غرب سهيل النوبية بألوانها ورسوماتها النوبية الزاهية، فى أروقة القرية القريبة من خزان أسوان لا تسمع غير اللغة النوبية، يتكلم أهالى غرب سهيل لغة كانزى أو «الماتوكى» حسب نطقها باللغة النوبية القديمة، وتنقسم اللغة النوبية إلى لهجتين أساسيتين «كانزى» و«الفادجة» وهما لهجتان أساسيتان فى النوبة وتمت تسميتهما على أسماء أكبر قبيلتين نوبيتين.
وتوجد بالمنطقة ثلاث قبائل أساسية: الكنوز والفادج ومعهما العرب، يشكلون القبائل النوبية، ويحمل أبناء غرب سهيل على عاتقهم مهمة الحفاظ على العادات النوبية، ويعتبرون أنفسهم حفظة التراث النوبى، ويغضب أبناء القرية الصغيرة من هؤلاء النوبيين الذين يبنون بيوتهم بعيداً عن القواعد والأصول النوبية، فيبنون البيوت على شكل قباب، وتدهن عادة باللون الأبيض الذى يقيهم من حرارة الشمس.
وتكون الكارثة أكبر إذا رسم أحدهم رسماً خطأ على بيته «الرسم على الحوائط عادة وتراث نوبى له أسس وقواعد لا يجب أن يفسدها الجاهلون»، هكذا يعتقدون ويحبون أن يعيشوا محافظين على تقاليدهم، هنا يمكن أن تقول باطمئنان إنها النوبة كما يجب أن تكون.
هاجر أبناء غرب سهيل من النوبة القديمة فى هجرة ١٩١٢، عند تعلية خزان أسوان الثانية، عندما غمرت المياه قريتهم القديمة، فاستوطنوا بالقرب من الخزان الذى أغرق بلادهم، لكنهم غير حانقين على الخزان وهم لا يكرهونه ولا يحبونه، هم فقط يهتمون بالتراث والحياة النوبية القديمة، أرسى كبارهم القواعد النوبية الأصيلة عند هجرتهم إلى هذه التبة العالية، وحافظ الأبناء على تراث آبائهم حتى إن بعضهم يربى التماسيح فى بيوتهم ليضاهوا قدر ما يستطيعون حياتهم فى النوبة القديمة، عندما كانت التماسيح تعيش بجوارهم على ضفاف النيل، لكن بعضهم يؤكد أنهم يربون التماسيح فقط لإمتاع السائحين، بعدما تحولت معظم البيوت هناك إلى مطاعم ومقاه لاستقبال السياح الذين لابد أن يمروا على غرب سهيل ليروا النوبة كما كانت عليه قبل إغراقها بمياه النيل.
فى طرقات القرية كان الجميع يحيونه ويسلمون عليه، إنه محمد عبدالباسط الشهير «بأزبى» أى يوسف الفنان النوبى الذى احترف الغناء من أجل الحفاظ على اللهجة والتراث النوبى، تعلم التراث والغناء الكنزى النوبى من أجداده، ومن مطربى النوبة الكبار، ويعزف على الناى والطمبورة وهما من الآلات النوبية الشهيرة.
فى واحد من البيوت النوبية كانت الحاجة فاطمة تضع الحنة على يدها وتزين بها كفيها، فاطمة لا تتحدث العربية ولا تفهمها، ببساطة تحتاج لمترجم يحكى لها بالماتوكى حتى تعرف ما يقال، سألتها عن العادات النوبية، فقالت بحسرة: «خلاص تغيرت العادات، وانتم السبب فأنتم من دخل علينا وغير من عاداتنا».
فاطمة والكثير من الجدات فى النوبة عموماً هن حاكمات التقاليد والمحافظات عليها، لا يسمحن أبداً بخرق القواعد النوبية، ولا اختراقها، يحترم النوبى المرأة بشدة، ويقدرها حق قدرها، البنت النوبية عنده أهم من الولد وأعلى مكانة، قد يسمح النوبيون وبصعوبة لابن من أبنائهم بالزواج من خارج النوبة، لكنهم لا يمكن أن يوافقوا على زواج بنت نوبية من خارج النوبة، وهناك مثل شهير يطلقونه بالنوبية يقول «ياخدها التمساح ولا نزوجها لفلاح»، وهم هنا يحافظون على سلالة تحملها النساء وتحافظ عليها ويعتبرون أن المرأة التى تلد هى التى تحافظ على النسل النوبى.
[/right]
[/size]
[/right]
[/size]
[/right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النوبة تغطي الاعلام المصري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجالية النوبية بامريكا :: القسم العام :: منتدى القضايا النوبيه-
انتقل الى: